-A +A
متعب العواد (حائل)
الثلج أو الذهب الأبيض كما يحلو للبعض تسميته في مناطق الشمال ، له وقعه الخاص في النفوس لمشهديته من ناحية، وأنواع الرياضات التي يمكن لمحبيها ممارستها على سطحه من ناحية اخرى ،ذلك انه منذ ثلاثة أعوام وثلوج الشتاء تغطي مساحات شاسعة من المناطق الشمالية في كل من حائل ،تبوك ،الجوف، طريف، رفحا وعرعر ،مشكلة أحد أجمل المواسم لجذب أكبر عدد من سياح المناطق الاخرى خاصة عشاق الطقس والامطار الذين يقصدونها في هذا الوقت من كل عام للتمتع بممارسة النحت على الثلج والرسم والكتابة ،ومنهم من يستثمر مشهد الثلوج الخلابة في صناعة افلام قصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

وقد تزامن سقوط الثلوج في مناطق شمال المملكة مع بدء اجازة منتصف العام الدراسي ، في ذات الوقت الذي أطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار حملتها الإعلامية والتسويقية الخاصة بالإجازة وقد خلت من أي سياحة شتوية أو ثلجية لاستثمار السياحة البيئية لبعض المواقع هناك خاصة تبوك وطريف واللتان قدم شبابهما عملية تسويق ذاتية لجبال الثلوج التي تتمتع بها مناطقهم من خلال الصور الرقمية السريعة في تلك المواقع الاجتماعية.
وكانت الهيئة قد قامت بتوزيع 400 ألف مطوية تعريفية إضافة إلى آلاف المطبوعات عبر مراكز المعلومات السياحية، في ظل غياب تام لأجمل مشاهد الشتاء في تبوك وطريف هي جبال الثلوج ذات المناظر الخلابة التي ظلت مصدر اخبار لوكالات الانباء العالمية في التقاط جماليات الوطن.
عدد من الشباب والمواطنين عبروا عن استغرابهم لغياب هيئة السياحة والاثار عن الاستثمار السياحي وتفعيل سياحة الثلوج في موسم الشتاء تزامناً مع الإجازة ،في وقت تعد فيه مناطق تبوك، الجوف ،طريف ،عرعر والقريات ،البوابة الرئيسية لسياحة الثلوج .
جبال اللوز
عبدالله الشمري لا يقبل بتجاهل استثمار أجواء البلاد بالصورة الاحترافية من قبل السياحة والآثار فمع تساقط الثلوج في تبوك والمناطق القريبة منها واصلت السياحة المحلية الترويج عن مهرجانات في مناطق لم تتصدر المشهد الشتوي في الوطن في ظل وجود شباب من جدة ومناطق الجنوب وجازان والرياض يبحثون عن السياحة الثلجية في بلادهم والتعرف على شمال الوطن وجباله، لافتا الى ان جبال اللوز لا تقل اهمية عن محطة أوكاديمن بإقليم الحوز بالمغرب بل ان جبال اللوز تتميز عنها بالتنوع الطبيعي.
غياب الابتكار
ومن جانبه يرى ابراهيم القعيس أنه على الرغم من كل الشراكات والتدريب والدراسات في مجال السياحة والاثار، إلا أننا لم نصل الى مستوى الابتكار في استغلال الحدث في السياحة الشتوية أو سياحة الثلوج ، علما بأنه كان قد توقع في العام الماضي بل جزم بأن جبال اللوز يمكن أن تهيأ بشكل ما لسياحة الثلوج، وذلك من خلال الاستثمار السياحي في النزل القريبة منها وتنظيم فعاليات مبتكرة لرسم صورة الوطن في تنوعه الجمالي.
أما محمد الفرحان فيشير من ناحيته الى تداول شباب وأهالي تبوك وطريف صور الثلوج التي غطت مناطقهم مقدمة دعوة مفتوحة للزيارة والسياحة ولفعاليات تتجاوز رالى السيارات في منطقة القصيم في اجازة منتصف العام، متسائلا: كيف يمكن القبول بالترويج لفعاليات مكررة وتقليدية والدول المجاورة لنا تستقطب سياح الثلوج بعقول تبتكر وتنجز بهدف وطني.
وزاد: شباب وأهالي جدة ومناطق الجنوب التي تعيش في اجواء مختلفة عن مناطق الشمال لم نستطع جذبهم هنا بسبب غياب تهيئة الجبال الثلجية وتأسيس النزل السياحية بصورة تكشف غياب الابتكار والتصميم في استثمار مناطقنا السياحية .
السياحة تجدد الدعوة
الى ذلك دعت هيئة السياحة في حملتها جمهور المستفيدين من العائلات السعودية والمقيمين والشباب والسايح الخليجيين إلى استغلال فرصة عروض إجازة منتصف العام السياحية التي تقدمها العديد من شركات السفر والسياحة المعتمدة تحت إشراف ورعاية الهيئة، حيث تضمن الإعلان عروضا سياحية لكل منطقة، من خلال تنظيم رحلات سياحية إلى العديد من الوجهات السياحية بالمملكة التي يزداد عليها الطلب من الزوار وترقى لتطلعاتهم بقضاء إجازة ممتعة مع العائلة ، وبأسعار منافسة وفي متناول شرائح +المجتمع كافة.
وأضافت في بيان صحفي لها ان من المتوقع ان تشهد إجازة منتصف العام الدراسي انطلاق عدد كبير من المهرجانات والفعاليات السياحية في مختلف مناطق المملكة، التي تتنوع فعالياتها ما بين اجتماعية وتراثية ورياضية وترفيهية وثقافية وأنشطة تناسب جميع شرائح المجتمع، وتنظمها مجالس التنمية السياحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار والجهات الأخرى ، حيث ينتظر ان تسهم تلك العروض في غرس مفهوم السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين والمقيمين والزوار الخليجيين على الاستفادة والاستمتاع بالغنى والتنوع الذي تتميز به المملكة كبلد له مقوماته السياحية الفريدة لقضاء إجازة منتصف العام فيها برفقة الأهل والأحباب، إضافة إلى تعميق الوعي بجاذبية الخيارات السياحية في المملكة كوجهة سياحية مختارة للسائح المحلي والخليجي خلال الإجازة.